غراسا ماشيل.. 5 عقود في خدمة قضايا المرأة والطفل
غراسا ماشيل.. 5 عقود في خدمة قضايا المرأة والطفل
على مدى 5 عقود، لم تدخر الموزمبيقية غراسا ماشيل، جهدًا لتقديم يد العون إلى النساء والأطفال، لتؤكد أن الظروف التي وضعتها في موقع المسؤولية تجاه هذه الفئات كانت موفقة في اختيار العنصر الصحيح الذي يحقق الأهداف المرجوة.
شاركت غراسا ماشيل، في القمة العالمية للحكومات في دبي، في سبيل الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، فبدايةً من عام 1973، انضمت إلى جبهة تحرير موزمبيق إلى أن حصلت بلادها على الاستقلال سنة 1975، وأصبحت أول وزيرة في بلادها، بحسب فرانس برس.
خلال الفترة بين عامي 1975 و1989، كانت غراسا مسؤولة عن الإشراف على زيادة المدارس الابتدائية، وتولت رئاسة المنظمة الوطنية للأطفال، في عطاء لم يتوقف بعد مقتل زوجها الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل، ثم زواجها بالرئيس الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، رمز الكفاح والتحرر.
في عام 1994، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، قرارًا بتعيين غراسا خبيرةً لتقييم تأثير النزاع المسلح على الأطفال، وفي وقت لاحق، وبالتحديد من سنة 1996، أوصت بإعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي للأطفال المتأثرين بالصراع، مع التأكيد على توفير جميع الفرص للوصول إلى التعليم وتنمية مهارات الأطفال.
توصيات غراسا كانت بمثابة جدول أعمال جديد ومبتكر للحماية الشاملة للأطفال المحاصرين في الحرب، وتغيير سياسة وممارسات الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمجتمع المدني الدولي والوطني.
ما قدمته غراسا أهّلها للحصول على ميدالية "نانسن"، تقديرًا لمساهمتها في رعاية الأطفال اللاجئين، حتى باتت بطلة لنجاحات إفريقيا وإمكاناتها.
أسست غراسا في عام 2010، صندوق "غراسا ميشيل تراست"، الرامي إلى الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في القارة الإفريقية.
وعملت كذلك في مجالس إدارة العديد من المنظمات التي تهدف إلى منع الصراعات ودفع التنمية، بما في ذلك مؤسسة الأمم المتحدة، ومنتدى المرأة الإفريقية، ومنتدى القيادة الإفريقية، ومجموعة الأزمات الدولية.
غراسا وزوجها الراحل نيلسون مانديلا
غراسا عضو مؤسس في منظمة "The Elders" التي دشنها زوجها الراحل نيلسون مانديلا، وفي أكتوبر من عام 2018، جرى تعيينها كنائب لرئيس المنظمة مع بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة.
عملت غراسا مستشارة لجامعة كيب تاون في جنوب إفريقيا على مدار 20 عامًا، بدايةً من سنة 1999 وحتى 2019، وهذا تقديرًا لجهودها التي تبذلها طوال حياتها لتعزيز حقوق الإنسان والتعليم والتنمية.
ظل عطاء غراسا في المجال الحقوقي متواصلا على مر السنين، ففي عام 2019 ألقت كلمة في افتتاح الدورة الـ41 لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حذرت خلالها من أزمة نقص الغذاء مستقبلًا.
حصلت غراسا على جائزة "Laureat of Africa" للقيادة من أجل النهاية المستدامة للجوع في عام 1992، وجائزة إنتر برس سيرفس الدولية لسنة 1998، وغيرها من التكريمات التي جاءت تقديراً لما بذلته من جهود مشهودة في مجال حقوق المرأة والطفل.